اختتام مؤتمر بالدوحة ” الأزمة الإنسانية في اليمن.. التحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية
الساعة 02:54 – 2016/02/24الأمناء نت / الدوحة / وكالات
اختتمت بالدوحة اليوم أعمال مؤتمر” الأزمة الإنسانية في اليمن.. التحديات وآفاق الاستجابة الإنسانية” الذي نظمته جمعية قطر الخيرية بالشراكة مع 13 منظمة إنسانية إقليمية ودولية وبحضور وفد الحكومة اليمنية و أكثر من 90 منظمة إنسانية إقليمية ودولية وما يزيد عن 150 خبيرا ومتخصصا في المجالات الإغاثية والإنسانية.
وهدف المؤتمر إلى توحيد رؤى الشركاء الفاعلين بخصوص الأزمة الإنسانية في اليمن وتبادل المعلومات وتعزيز آليات المتابعة المتعلقة بتحديد احتياجات المتضررين حسب نوع الحاجة وتوزيع المناطق الجغرافية وتطوير خطط العمل والمبادرات بين الشركاء.
وركزت الجلسات وورش العمل على تقييم الوضع الإنساني في اليمن وتحديد الاحتياجات في قطاعات إنسانية متعددة كالتعليم والصحة والمياه والإصحاح وسبل العيش والتمكين الاقتصادي والمأوى والغذاء والحماية.. فيما عقد في يومه الأخير اجتماع رفيع المستوى لعرض النتائج وإطلاق المبادرات والشراكات والتحالفات والتنسيق بين الفاعلين الميدانيين.
وأكد ممثلوا المنظمات والجهات المنظمة للمؤتمر نجاحه في تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية وتحديد آليات التنسيق والتقييم والمتابعة للأعمال الإغاثية وإطلاق مبادرات نوعية للتدخل الإنساني.
وأشاد عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة بجهود دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا في دعم اليمن والوقوف إلى جانب شعبه في هذه الظروف الصعبة.
وأكد الوزير اليمني في كلمته خلال الجلسة الختامية أن هدف هذا المؤتمر الذي تحتضنه قطر هو إنساني بامتياز وملتزم بالحيادية والشفافية والمسؤولية لدعم نحو 27 مليون يمني يعانون من كارثة حقيقية طالت الجميع.
ولفت في هذا السياق إلى أن 21 مليون يمني أي ما نسبته 82 بالمائة من السكان بحاجة في هذا الوقت إلى مساعدات إنسانية بأنواعها المختلفة.. فيما يحتاج 14 مليونا منهم إلى رعاية صحية.
وأضاف أن نحو مليونين و800 ألف نازحون داخل المحافظات المختلفة وأكثر من 3 ملايين طفل خارج المدارس علاوة على الدمار الذي لحق بالمؤسسات التعليمية المختلفة.
وشدد على أن هذه الكارثة التي تعكسها هذه المؤشرات تحتاج عملا منسقا ومنظما لمواجهتها ومقاومة آثارها المختلفة وهو ما تسعى إليه مخرجات هذا المؤتمر.
وجدد عبدالرقيب فتح ثقته بأن هذا المؤتمر يؤسس لعمل إغاثي يرتكز على قاعدة بيانات ومعلومات وتكامل في الأدوار والمسؤوليات وتنسيق في الأنشطة والمهام بين كل الجهات الداعمة والمساندة للشعب اليمني.
وقال إن اجتماع هذا العدد الكبير من ممثلي المنظمات العربية والدولية والإسلامية وكذلك من الخبراء والمتخصصين في هذا المؤتمر يؤكد استشعار الأشقاء والأصدقاء بحجم الكارثة التي يعاني منها الشعب اليمني ويدركون أهمية إيجاد الحلول والوسائل لمساعدته في تجاوزها من خلال عمل إغاثي منسق ومنظم ومتعدد المراحل ومتنوع الأنشطة.
وأضاف “هذا ما نتطلع إليه ونؤكد للجميع التزامنا بتقديم كل ما يساعد ويدعم إنجاز ذلك”.. موجها الشكر لأصحاب المبادرة في عقد هذا المؤتمر وكل من ساهم في الإعداد والتنظيم”.
بدوره أكد الدكتور أحمد بن محمد المريخي مدير إدارة التنمية الدولية بوزارة الخارجية التزام دولة قطر الثابت بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني في محنته الإنسانية.. وقال إن قطر لم ولن تدخر جهدا في دعم قضية الشعب اليمني وتقديم المساعدات والإغاثة الإنسانية وتشجيع ودعم كافة الجهود والمبادرات التي تفضي إلى إنهاء معاناة الإنسان اليمني.
وأوضح إن مساعدة اليمنيين لا يكمن أن تتحقق إلا عبر التعاون والحوار المستمر ووضع تدابير وآليات فنية تعمل على التخفيف من حجم المعاناة
وأشاد الدكتور أحمد المريخي بالجهود الكبيرة التي تقوم بها المؤسسات الخيرية في قطر في تخفيف معاناة الشعب اليمني بالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية لاسيما منظمات وبرامج الأمم المتحدة.
وأكد الدكتور المريخي أن المؤتمر خطوة مهمة على طريق تعزيز منظومة الاستجابة والتنسيق بين الأطراف الفاعلة وتخطيط وتطوير السبل الكفيلة وفق دراسات مسحية ميدانية لمعالجة الأزمة الانسانية في اليمن بالتعاون مع حكومات شقيقة وصديقة ومنظمات دولية خاصة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات غير الحكومية الدولية والإقليمية.
وكان الدكتور المريخي قد أشاد في مقدمة كلمته بجهود قطر الخيرية وكافة شركائها من منظمات دولية ومنظمات غير حكومية لعقدها المؤتمر الخاص بالاستجابة للأزمة الانسانية في اليمن في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الأزمة.
ونبه إلى” أن الأزمة الإنسانية شكلت في بعض المحافظات مثل تعز تحديا كبيرا أمام كافة الفاعلين الإنسانيين يعجز عن التعبير عنها بكلمات قليلة مهما كانت بليغة”.
بدوره أعلن السيد يوسف الكواري الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية تخصيص 100 مليون دولار على مدار الثلاث سنوات القادمة لصالح تغطية الاحتياجات الإنسانية والتنموية باليمن وفق الدراسة المسحية التي أعدتها الجمعية.
ونبه إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن تؤرق مضاجع كل أصحاب الضمائر الحية، حيث تبلغ نسبة المتضررين منها أكثر من 80 بالمائة من اليمنيين، بعد أن أصبح حوالي 21 مليون مواطن يمني في حاجة للمساعدة الإنسانية.
ودعا الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية جميع الفاعلين الإنسانيين للإسهام في تحقيق عيش كريم للشعب اليمني الذي يستحق ذلك.. وقال “إن اليمن حضارة عريقة أسهمت في تطور الحضارة الإنسانية في مختلف المجالات كالعمارة، والفن، والزراعة وغيرها وقد حان الوقت لرد الجميل لهذا الشعب نظير ما قدمه عبر التاريخ للحضارة الإنسانية”.
بدروه أثنى الدكتور عبدالله المعتوق رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية – الكويت- مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية على جهود دولة قطر وحرصها على إطلاق مثل هذه المبادرات لإغاثة ضحايا الكوارث والنكبات في مختلف أنحاء دول العالم.
وأشار في كلمة له خلال الجلسة الختامية إلى أن هذا المؤتمر يأتي بعد شهور قليلة من استضافة جمعية قطر الخيرية لمؤتمر آخر مماثل كان بعنوان “الأزمة الإنسانية السورية واقع المعاناة وحجم الاستجابة”.. وقال إن ذلك خير دليل على نشاط الجمعية المتواصل وحضورها الفاعل في المشهد الانساني حول تنسيق الجهود الإنسانية، وحشد طاقات المجتمع المدني.
وحذر من نتائج كارثية ستترتب على نقص التمويل للعمليات الانسانية في اليمن بالنظر إلى الأرقام والإحصائيات المخيفة التي قدرت بتضرر 80 بالمائة من إجمالي سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة من جراء الأزمة اليمنية خاصة مع وجود 60 بالمائة منهم تحت خط الفقر.
ودعا في ختام كلمته المجتمع الدولي إلى أن يتحمل مسؤوليته في الضغط على جميع الفرقاء اليمنيين للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة وفق المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216 ومخرجات جولات الحوار اليمني اليمني بهدف إيقاف نزيف الدم.
إلى ذلك ثمن السيد رشيد خليكوف، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، للشراكة الإنسانية، في الشرق الأوسط ووسط آسيا، المساعدات القطرية، للمتضررين من الكوارث والأزمات، في مختلف الدول.
وخص المسؤول الأممي في كلمة له خلال الجلسة الختامية بالشكر قطر الخيرية، ورحب بالشراكة والتعاون معها في مجالات العمل الإنساني والإغاثي.. وقال “نعمل مع قطر الخيرية، ونقدم لها الدعم اللازم من أجل إيصال المساعدات الإنسانية في اليمن”.
وذكر أن الأمم المتحدة قدرت الاحتياجات الضرورية والعاجلة للمتضررين من الحرب اليمنية ب 1.2 مليار دولار.. مطالبا بالتنسيق بين المنظمات والجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية العاملة في حقل تقديم المساعدات لليمن.. داعيا تلك الجهات بالعمل سريعا لسد الاحتياجات الطارئة للمتضررين من الحرب اليمنية.
من ناحيته دعا السيد رضا كسراي من المجلس الدولي للوكالات التطوعية ممثل المنظمات غير الحكومية في المؤتمر لشراكة فعالة بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية من أجل تعزيز العمل الإنساني في اليمن.
وقال في كلمة مماثلة إن أكثر من 85 منظمة غير الحكومية تعمل في اليمن من أجل تخفيف المعاناة جراء الحرب التي طالت معظم المناطق.
وأكد أن المنظمات غير الحكومية تعمل مع نظيرتها الحكومية في الأرض من أجل الاستجابة للحاجات وحماية الأشخاص المحتاجين.
وأوضح أن الهيئات غير الحكومية لديها القدرة على العمل مع المنظمات الدولية للقيام بعمل تكاملي مع الوزارات الحكومية ومع منظمات الأمم المتحدة في المناطق اليمنية من أجل علاج الأزمات المختلفة.
وشدد كسراي على أهمية التعاون والشراكة في الأزمة اليمنية.. وقال “إن المجلس الأعلى للمنظمات الإنسانية ينظر باهتمام بالغ لأهمية التواصل بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل العالمية والإقليمية والمحلية”.
إلى ذلك قال المستشار عبدالله الرويلي مدير إدارة المساعدات الإنسانية في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في كلمته باسم أصحاب المبادرة المنظمين لمؤتمر الأزمة الإنسانية في اليمن إن هذا المؤتمر يعتبر أول مناسبة تنظم بهذا الحجم لتناول الأزمة الإنسانية اليمنية للبحث عن مختلف السبل الممكنة لتقديم الخدمات الإنسانية الضرورية للمتضررين من الأزمة دون تمييز.
وثمن باسم أصحاب المبادرة الجهود الإنسانية لمختلف الفاعلين الإنسانيين في اليمن من جهات حكومية، وجهات شعبية وأهلية، ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات غير حكومية محلية ودولية.
وأشار إلى أن الجهود الإنسانية في اليمن تبقى دون حجم الاحتياجات، حيث يقدر عدد المحتاجين للمساعدة الإنسانية في اليمن بحوالي 21 مليون شخص من أصل تعداد سكاني يصل إلى حوالي 26 مليون مواطن في ظل انهيار شبه تام لمختلف القطاعات الخدمية كالصحة، والتعليم، والمياه والإصحاح، والكهرباء وغيرها.
وأوضح المستشار الرويلي أن هذا الوضع يجعل الأزمة اليمنية أكثر الأزمات الإنسانية الحالية من حيث شح الموارد مقارنة بالمساعدات المطلوبة فضلا عن صعوبات التنسيق التي تعاني منها الأزمة الإنسانية في اليمن بسبب تعدد الآليات مما أثر على كفاءة ونجاعة التدخل الإنساني.
وذكر أن هذا المؤتمر جاء في إطار مبادرة جماعية تقودها ثلة من الجهات الإنسانية الفاعلة في الشأن الإنساني في اليمن، وليس في إطار مبادرة فردية تقودها جهة معينة.. وقال “إننا ونحن نتبع هذا النهج في التعاطي مع الأزمة الإنسانية في اليمن، إنما نريد أن نكرس مبدأ التعاون والتنسيق والتكامل بين مختلف الفاعلين الإنسانيين”.
وشدد على الحاجة الماسة لتضافر الجهود الصادقة لمختلف الفاعلين الإنسانيين في اليمن للتمكن من تقديم الحماية والمساعدة الإنسانية للمتضررين من هذه الأزمة.. مؤكدا أن نتائج المؤتمر كانت في مستوى التطلعات.
وشهدت الجلسة الختامية عرضا لأهم مخرجات المؤتمر والمبادرات التي تقدمت بها عدة منظمات إنسانية إقليمية ودولية.

Write a comment:

*

Your email address will not be published.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Follow us: