بيان
(قبل أن تحل الكارثة)
الثلاثاء 6 ديسمبر 2016
اليمن –تعز
مازالت المأساة الإنسانية تتعاظم في محافظة تعز يوماً بعد آخر الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية في المحافظة.
ففي الوقت الذي يتواصل فيه القصف العنيف على أحياء المدينة والذي خلف آلاف القتلى والجرحى والمشردين والمتضررين منذ 19 شهراً، وزاد الأمر تفاقماً النزوح والتهجير القسري للأهالي من مناطق المواجهات المسلحة، وهذا ما يؤدي إلى تضخم حجم الاحتياج ودخول آلاف الأسر تحت خط الفقر.
ومنذ نحو 4 أشهر انقطعت المرتبات الشهرية للموظفين مع فقد آلاف العمال في القطاع الخاص مصادر دخلهم منذ بدء الحرب، وارتفاع أسعار السلع الأساسية مع تهاوي كبير لسعر صرف العملة المحلية، إلى جانب انقطاع الخدمات الأساسية ومنها المياه والكهرباء والنظافة، وانعدام معظم الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية.
بالإضافة إلى توقف المنظمات الدولية عن إرسال مساعداتها الإغاثية للمتضررين في تعز، الأمر الذي يمثل مؤشراً خطيراً لحدوث مجاعة محققة لا تقل سوءً عن المجاعة التي حصلت لسكان محافظة الحديدة.
ومنذ بدء الحرب الظالمة على مدينة تعز في إبريل من العام 2015 وحتى نهاية نوفمبر 2016 بلغ إجمالي عدد القتلى فيها 3280 بالإضافة إلى جرح 15082 آخرين، في حين بلغ إجمالي الأسر التي تعرضت للنزوح والتهجير القسري من مناطق مختلفة من محافظة تعز جراء الحرب 177574 أسرة، وحيث بلغت إجمالي الأسر المتضررة 317,419 أسرة.
وخلال هذه الفترة تعرض 3782 منزل ومحل تجاري و منشأة عامة وخاصة للتدمير والتضرر الجزئي والكلي، بالإضافة إلى تضرر وتدمير 322 مؤسسة تعليمية جزئيا وكلياً، منها 73 مؤسسة تعليمة كانت مأوى للنازحين.
إن ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز وشركاؤه وهم يلاحظون ارتفاع منسوب المعاناة في صفوف أبناء المحافظة، فإنهم يحذرون من كارثة إنسانية وشيكة تهدد مئات الآلاف من الأهالي، إذا لم يكن هناك أي تدخل سريع وعاجل لإنقاذ المدينة في المجالين الصحي والغذائي والايواء.
وفي الوقت ذاته فإن محافظة تعز تعاني من انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة وآخرها انتشار وباء الكوليرا وأمراض سوء التغذية وبعض الأمراض المزمنة، التي أصابت المئات في عدد من مديريات المحافظة المختلفة، فيما تعرضت بعض حالات الإصابة للوفاة نتيجة ارتفاع منسوب الخطر فيها.
وترجع مسألة تأخر مكافحة وباء الكوليراً، والفشل في تشخيص الحالات الواصلة للمستشفيات وإثبات إصابتها فعلاً إلى عدم وجود أجهزة مخبرية متخصصة في مستشفيات تعز للتأكد الفعلي من إصابة الحالات المشتبه فيها بالوباء نفسه، كما ترجع أسباب إصابة الأطفال بأمراض سوء التغذية إلى نقص حليب الأطفال والمكملات الغذائية وارتفاع أسعارها في السوق المحلية.
علماً بأن الحكومة اليمنية كانت قد أعلنت تعز -الأكثر سكانا في اليمن- مدينة منكوبة جراء الحرب والحصار، كما أعلنت منظمات دولية في أحدث تقاريرها أن تعز هي أكثر المحافظات تضررا من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين والمتضررين.
ومنذ الكسر الجزئي للحصار عن المدينة من منفذها الغربي منتصف أغسطس الماضي لم تصلها مساعدات كافية من المنظمات الدولية المانحة تفي بالغرض مقارنة بعدد السكان والمتضررين والضحايا، ولم يتم الاستجابة لنداءاتها ومناشداتها إلا بالشيء اليسير، بعد أن كان الحصار المفروض على المدينة يقف عائقا أمام دخول تلك المساعدات، وربما متحججة بعدم القدرة على ايصال المساعدات بسبب الحرب الدائرة، وذلك ربما لأن بياناتها غير محدثة، فهي تتحدث عن نازحين في مناطق معينة، منها الحوبان و خدير، وتتجاهل مناطق أخرى مثل الشمايتين وغيرها من المديريات، وقد يكون ذلك بسبب أن تلك المناطق تحتاج إلى جهد في الوصول إليها.
وفي الوقت ذاته قد يكون وجود الحرب سببا رئيسياً لإغاثة المحافظة المنكوبة وليس لتهميشها في المجال الإغاثي، علما بأن هناك مناطق آمنة يمكن العمل فيها وما يؤكد ذلك عمل المنظمات المحلية في المحافظة ولكن بالشكل اليسير الذي لا يفي بالغرض.
ومما زاد أيضاً مأساة محافظة تعز خروج تلك المنظمات الدولية منها في الأشهر الأخيرة إلى محافظات أخرى.
ونشير في الوقت ذاته إلى أن الائتلاف أصدر ثلاثة نداءات استغاثة عقب الكسر الجزئي للحصار عن المدينة تدعو إلى سرعة إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين والنازحين، إلا أن تلك النداءات لم تلق أي ردود لدى المنظمات الإنسانية الدولية، كما أصدرت عدد من مستشفيات المدينة وعلى رأسها مستشفى الثورة العام –أكبر مستشفيات تعز- نداءات استغاثة بضرورة سرعة إيصال الأدوية والمستلزمات الطبية لها بعد أن اضطرت لإغلاق عدد من أقسامها بسبب شحة الموارد.
وقبل أن تحل الكارثة، فإن ائتلاف الإغاثة الإنسانية وشركاؤه يجددون المناشدة للحكومة الشرعية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمنظمات الإقليمية والدولية المختلفة سرعة التدخل وإنقاذ المدينة من مجاعة محققة ستغزوها في الأيام القريبة القادمة.
صادر عن ائتلاف الإغاثة الإنسانية-تعز وشركاؤه
[/column]
Write a comment: