بيان صحفي


الاربعاء 2 ستمبر 2015 
اليمن –تعز

ها هي محافظة تعز منذ ما يقارب الخمسة أشهر لا تزال تقع تحت وطأة الحرمان والمعاناة، فهي محافظة منكوبة بكل المقاييس كما أٌعلنت رسميا، فهي تشهد كارثة إنسانية بسبب استمرار الأحداث والحصار الذي تجاوز كل المواثيق الدولية، وعلى اثر ذلك تدهور الوضع الإنساني وتعقدت المآسي بصورة مركبة على السكان بصورة عامة دون استثناء، على المستوى الغذائي والصحي والبيئي واضحت نذر الكارثة الانسانية وتوقعات المجاعة وتدهور البنية الصحية والبيئية ماثلة في ظل غياب كامل للدور الحكومي والإقليمي والدولي.

إننا في ائتلاف الإغاثة الإنسانية تعز ـ رغم الصعوبات والمعوقات ـ وخلال فترة وجيزة من اشهار الائتلاف اجتهدنا وحددنا مسارين للدور المطلوب لإغاثة المحافظة، تمثل المسار الأول بالاستجابة السريعة والعاجلة لإغاثة المحتاجين والمتضررين ومعنا كافة الشركاء, حيث قدمنا ما يزيد عن (49.600) سلة غذائية و (4.091.000) لتر ماء نقي للشرب والاستخدام، ورغم الحصار فقد تم توصيل كميات من الأدوية والمواد الطبية والصحية للمستشفيات العاملة وإزالة (19)الف طن من النفايات، وساهمنا في مكافحة حمى الضنك من خلال الرش الدوري للبؤر الموبوءة وتوزيع (20000) ناموسية على الأسر المتضررة، أما المسار الثاني للمرحلة الثانية بعد استكمال الجهود الإغاثية العاجلة،  فهو يخص اعادة الإعمار وتعويض المتضررين، حيث قام الائتلاف بتشكيل فرق هندسية ولجان ميدانية متخصصة للبدء بعملية الحصر وتحديد الاضرار وهي خطوة تالية لجهود الإغاثة العاجلة كونها اولويات ملحة لمواجهة الظروف الحالية الصعبة.
لقد كان لهذه الجهود اثراً على المستوى الإنساني في تعميق التعاون وروح التكافل بين افراد المجتمع الواحد، لكنها عجزت عن تلبية الحاجة واستيعاب كافة المتضررين، كونها جهود فردية وحجم الكارثة كبير يستدعي جهود جبارة تقوم بها حكومات ودول، ولذلك ظلت ازمة تعز تتفاقم وتتوسع، وكانت نهايتها توقف بعض المستشفيات بسبب عدم وجود الدعم ونقص الأدوية والمصاريف التشغيلية, في ظل ازدياد عدد الحالات التي تستقبلها هذه المستشفيات التي تصل احيانا إلى 80 حالة في الساعة، نتيجة القصف العشوائي ـ والاصابة بوباء حمى الضنك وغيرها من الحالات.
ورغم نداءات الاستغاثة المتكررة تم توقيف الموازنات الحكومية المعتمدة لمحافظة تعز الخاصة بالخدمات الصحية والغذائية والماء والكهرباء والبيئة منذ ابريل الماضي، وتم مصادرة( 15) طن من الأدوية الخاصة بالملاريا والأمراض المعدية المقدمة من برنامج الصحة العالمية واحراق المستودع المركزي الذي يحوي        ( 400 )ألف ناموسية وأدوية مخصصة للمحافظة تقدر ب (700) مليون ريال من ضمنها اللقاحات الخاصة لتطعيم الأطفال، كما لم تصلها أي معونات حكومية أو دولية، وهذا يعني أن تعز خالية من الأدوية والمستلزمات الطبية ولقاحات الأطفال ولم يتحرك الضمير الإنساني لإنقاذ المحافظة من هذه الكارثة التي حصدت أرواح المئات وحرمت مئات الالاف من الاطفال والنساء من الرعاية الصحية و الاجتماعية.
وبناء على ذلك، ها نحن نقف اليوم سويا على المستوى الرسمي برعاية كريمة من وزير الإدارة المحلية رئيس لجنة الإغاثة الدكتور / عبدالرقيب فتح  ممثلاَ بوكيل المحافظة المهندس / رشاد الاكحلي وشبكة النماء اليمنية وائتلاف الإغاثة الإنسانية تعز الذي يضم أكثر من (200 ) مؤسسة وجمعية ومبادرة ولجنة ميدانية، لنشهد معا – جهات رسمية ومنظمات مجتمع مدني- حجم المأساة التي تشهدها المحافظة لنحدد الاحتياجات العاجلة للمتضررين وفقا لـ(الميثاق الإنساني والمعايير الدنيا في مجال الاستجابة الإنساني). وتحت شعار (تحديد الاحتياجات دليل الاغاثة الناجحة ) كون الواقع يتطلب توحيد الجهود الرسمية والاهلية، وتعاون الجميع من اجل الخروج برؤية موحدة  تلبي تطلعات واحتياجات المحافظة، ونداءات الاستغاثة الإنسانية التي تطلقها تعز بأطفالها ونسائها وشيوخها المحرومين.

ووفق بحوث ودراسات ميدانية عكف عليها الائتلاف خلال الشهرين الماضية، عبر لجان متخصصة تم التوصل إلى العديد من النتائج التي حددت اهم الاحتياجات، واثريت من قبل المجتمعين في فعالية اليوم الأربعاء 2 سبتمبر 2015م ، بمشاركة الجانب الرسمي ممثلا بوكيل المحافظة والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني في المدينة ومعظم مديريات  الريف، وخلصت إلى نتائج مثمرة وشاملة مثلت خلاصة التجارب الميدانية للمشاركين، وجسدت أهم احتياجات المحافظة في هذا الظرف الاستثنائي. وتوصل الجميع إلى أن المحافظة بحاجة ملحة في الوقت الحاضر إلى الاحتياجات الآتية:

  • مجال الصحة والبيئة: ويشمل احتياجات المستشفيات من المصاريف التشغيلية والأدوية وعلاج الجرحى والتطعيم وتوفير علاجات الأمراض المزمنة والقوافل الطبية وحملات البيئة والنظافة.
  • مجال الإغاثة الغذائية: ويشمل برنامج السلة الغذائية للنازحين والمتضررين .
  • مجال الإيواء: ويشمل مشروع دعم مراكز إيواء النازحين والأسر النازحة لدى أسر مضيفة.
  • مجال المياه: ويشمل مشروع توفير مياه الشرب والاستخدام ومشروع اعادة تأهيل بعض الآبار وايصال الماء للأسر المتضررة.
  • مجال المشتقات النفطية: ويشمل توفير المشتقات النفطية للمستشفيات العامة, والمرافق الصحية, والمؤسسات الإغاثية, والآبار.

وهي احتياجات عاجلة بين يدي اصحاب القرار في لجنة الإغاثة المشكلة من قبل رئاسة الوزراء برئاسة معالي وزير الإدارة المحلية , و كذلك المنظمات الاقليمية والدولية ونخص بالذكر مركز الملك سلمان, ونحن على استعداد كامل لإيصال الإغاثة إلى جميع مديريات المحافظة.

[/column]

Write a comment:

*

Your email address will not be published.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Follow us: